لأعياد المسيحية تصبغ طابع الثقافة النمساوية منذ قرون. فالكثير من الأعياد تترسخ جذورها في أعماق التقاليد النمساوية، بحيث يحتفل بها بعض الأفراد دون أن يتذكروا ارتباطاتها المرجعية بالدين. وهناك الكثير من الأعياد المسيحية تكون أيضا عطلات رسمية في النمسا، حيث يأخذ فيها جميع الأفراد إجازة من المدارس والأعمال.
تتمثل القيم الأساسية المحورية للمسيحية في محبة الرب ومحبة الغير. وفي هذا الصدد بيَّنَ المسيح أن "الغير"، الذي يجب على المرء أن يحبه، يمكن أن يكون كل إنسان - أيضا أي إنسان ينتمي إلى عائلات أخرى أو بلدان أخرى أو ثقافات أخرى أو ديانات أخرى. وحتى أعدائه ينبغي على المسيحي أن يحبهم ويصلي من أجلهم. يتضامن يسوع المسيح بوجه خاص مع كل الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة. ويفرض ذلك على المسيحيين تبني نهج محبة الغير بشكل عملي، لا سيما تجاه الفقراء. وتمخض عن ذلك بمرور الزمان الكثير من التقاليد الهامة في أوروبا المسيحية. وهكذا نشأت على وجه الخصوص من خلال الجمعيات المسيحية أولى المستشفيات الكبيرة ومنازل الفقراء ودور رعاية المرضى الميؤوس من شفائهم - وعلى هذا النحو ترسخت أسس نظامنا الاجتماعي. أولى المدارس، التي لم يقتصر فيها التعليم على أبناء الأغنياء بل امتد ليشمل أبناء الفقراء، كانت مدارس كنسية.
يعتبر المسيحيون أعضاء تابعين للكنيسة بناء على تعميدهم. عند التعميد – غالبا في سن الرضاعة – يتم غمر المتعمد بالماء. ويرمز ذلك إلى أنه يبدأ حياة جديدة بفعل الرب. المسيحيون، الذين خضعوا للتعميد بالفعل وهم أطفال، يدخلون فيما بعد في الحياة المسيحية عبر الآباء والأصدقاء المسيحيين وعبر المجتمع الكنسي والتربية الدينية.
تناقل الناس تجاربهم مع الرب على مدار القرون وقاموا بتدوينها. ويعتبر الإنجيل، الكتاب المقدس للمسيحيين، مجموعة من النصوص المختلفة. يروي الجزء الأول (العهد القديم) عن التجربة العقائدية للشعب اليهودي قبل زمن يسوع المسيح. وفي الجزء الثاني (العهد الجديد) يروي أربعة مؤلفون عن حياة يسوع. وتُسمى هذه النصوص أناجيل، بالألمانية "Frohe Botschaft" (البشرى) وبعد ذلك تواجدت نصوص أخرى في فجر المسيحية.
الكنائس مفتوحة لجميع الناس، حتى وإن لم تكن هناك صلاة تُؤدى في حينه. ويوجد عند كل مدخل صحن به ماء للمسيحيين المؤمنين والذين يلمسونه بأناملهم عند الدخول ويؤدون علامة الصليب على سبيل تذكرتهم بالتعميد، بداية كيانهم المسيحي.
على قمم العديد من أبراح الكنائس، وعلى قمم الجبال، وفي العديد من الأماكن العامة يتواجد الصليب في أرجاء النمسا. ويعتبر الصليب الرمز الأهم للمسيحيين حيث يرتدي الكثيرون سلسلة بصليب كقطعة حلي تزين أعناقهم أو يعلقون الصليب على جدران منازلهم.
حينما بزغت المسيحية قبل 2000 سنة، كان المسيحيون يتقابلون في بيوتهم. وعلى مر القرون انبثق من ذلك أماكن خاصة للالتقاء والتجمع، ألا وهي مباني الكنائس. وهي أماكن متباينة كل التباين: فمنها الكبير والصغير،الفخيم والبسيط، العتيق والحديث.