الصليب يخبر بأن الموت ليس هو نهاية المطاف
ولكن لماذا الصليب؟ تتمثل عقيدة المسيحيين في أن: الرب تجسد في صورة إنسان في يسوع المسيح ليساعد الناس في العثور على طريق جديد يصلهم بالرب وكان يسوع يشفي المرضي ويحي الموتى ونشر رسالة الرحمة المطلقة للرب. وقام أعداء يسوع المسيح بصلبه على الصليب. ويقول الإنجيل أن يسوع لم يدعو باللعنة على أعدائه، وإنما دعا الرب أن يغفر لهم ولجميع الناس. الحب أقوى من الكره والعنف والألم والموت. ويروي الإنجيل أن أتباع المسيح خاضوا بعد موته بقليل تجربة مذهلة: يسوع المسيح بُعث من الموت وهزم الموت. ولذلك تحول الصليب، الذي كان حتى ذلك الحين رمزا للإهانة وللموت، لدى المسيحيين إلى رمز للانتصار وللحب وللحياة. يُذِّكر الصليب جميع المسيحيين بأن: حب الأعداء هو أعظم أشكال الحب. وهو وحده الذي يستطيع إنهاء دائرة العنف. من خلال البعث تشجعَ أتباعه على نشر رسالة يسوع المسيح في العالم بأسره.
يسوع المسيح لم يضحي بآخرين غيره، وإنما جَادَ بنفسه. ويتحمل المسيحيون مهمة السير على نهجه في ذلك — يُقال: "أن تحمل صليبه على عاتقك" — وأن تعمل من أجل الآخرين، وألا تستخدم العنف. هكذا يكون صليب المسيحيين رمزا للأمل في الرب الذي يبشر بحياة بعد الموت.
علامة الصليب حاضرة في الحياة اليومية للمسيحيين: حيث يقوم المرء بالنقر بيده اليمنى على جبهته أولا ثم على صدره ثم على كتفيه، لكي يضع نفسه بكل كيانه - بالعقل والقلب والإرادة - تحت راية يسوع المسيح. ويؤدي المسيحيون علامة الصليب هذه في بداية أية صلاة أو احتفال ديني أو عندما يدخلون الكنيسة أو عندما يتبركون بقسيس. وتعد علامة الصليب رمزا للاعتقاد المسيحي وأقصر شكل للصلاة المسيحية )بعض لاعبي كرة القدم المؤمنين المسيحيين يؤدون علامة الصليب قبيل تسديد ضربة الجزاء تضرعا إلى الرب لكي يمُن عليهم بأعصاب هادئة(. ولا يُنتظر من غير المسيحيين أن يؤدوا علامة الصليب، على سبيل اللياقة والاحترام تجاه المسيحيين. وتوجد أيضا رموز مسيحية أخرى في العديد من الأماكن بالنمسا. على سبيل المثال شخصيات القديسين. وهي تُصنع غالبا من الحجر ونادرا من الخشب، وتقدم القديسين الذين هم قدوة للحياة الطيبة المستقيمة. ويعتقد المسيحيون أنهم موجودون بالفعل عند الرب في السماء. ولذلك ينادونهم بالشفعاء المهمين عند الرب ويتوجهون إليهم بالتضرع والدعاء. كان القديسون الأوائل شهداء: أناس تشبثوا بعقيدتهم رغم التهديد بالقتل ولم يلجأوا إلى استخدام العنف.
الشواهد الحجرية العريقة للمسيحية منذعدة مئات من السنين حينما بزغت المسيحية قبل 2000 سنة، كان المسيحيون يتقابلون في بيوتهم. وعلى مر القرون انبثق من ذلك أماكن خاصة للالتقاء والتجمع، ألا وهي مباني الكنائس. وهي أماكن متباينة كل التباين: فمنها الكبير والصغير،الفخيم والبسيط، العتيق والحديث. |
|
الكنيسة من الداخل مكان للاحتفال والشكر والتضرع الكنائس مفتوحة لجميع الناس، حتى وإن لم تكن هناك صلاة تُؤدى في حينه. ويوجد عند كل مدخل صحن به ماء للمسيحيين المؤمنين والذين يلمسونه بأناملهم عند الدخول ويؤدون علامة الصليب على سبيل تذكرتهم بالتعميد، بداية كيانهم المسيحي. |
|
الإنجيل يروي تجارب الناس مع الرب تناقل الناس تجاربهم مع الرب على مدار القرون وقاموا بتدوينها. ويعتبر الإنجيل، الكتاب المقدس للمسيحيين، مجموعة من النصوص المختلفة. يروي الجزء الأول (العهد القديم) عن التجربة العقائدية للشعب اليهودي قبل زمن يسوع المسيح. وفي الجزء الثاني (العهد الجديد) يروي أربعة مؤلفون عن حياة يسوع. وتُسمى هذه النصوص أناجيل، بالألمانية "Frohe Botschaft" (البشرى) وبعد ذلك تواجدت نصوص أخرى في فجر المسيحية. |
|
كيف تصبغ المسيحية حياة الأفراد بصبغتها يعتبر المسيحيون أعضاء تابعين للكنيسة بناء على تعميدهم. عند التعميد – غالبا في سن الرضاعة – يتم غمر المتعمد بالماء. ويرمز ذلك إلى أنه يبدأ حياة جديدة بفعل الرب. المسيحيون، الذين خضعوا للتعميد بالفعل وهم أطفال، يدخلون فيما بعد في الحياة المسيحية عبر الآباء والأصدقاء المسيحيين وعبر المجتمع الكنسي والتربية الدينية. |
|
جميع الأفراد متساوون في الكرامة ورسالة المحبة تتمثل القيم الأساسية المحورية للمسيحية في محبة الرب ومحبة الغير. وفي هذا الصدد بيَّنَ المسيح أن "الغير"، الذي يجب على المرء أن يحبه، يمكن أن يكون كل إنسان - أيضا أي إنسان ينتمي إلى عائلات أخرى أو بلدان أخرى أو ثقافات أخرى أو ديانات أخرى. وحتى أعدائه ينبغي على المسيحي أن يحبهم ويصلي من أجلهم. يتضامن يسوع المسيح بوجه خاص مع كل الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة. ويفرض ذلك على المسيحيين تبني نهج محبة الغير بشكل عملي، لا سيما تجاه الفقراء. |
|
كيف تصبغ المسيحية دور ة العام بصبغتها لأعياد المسيحية تصبغ طابع الثقافة النمساوية منذ قرون. فالكثير من الأعياد تترسخ جذورها في أعماق التقاليد النمساوية، بحيث يحتفل بها بعض الأفراد دون أن يتذكروا ارتباطاتها المرجعية بالدين. وهناك الكثير من الأعياد المسيحية تكون أيضا عطلات رسمية في النمسا، حيث يأخذ فيها جميع الأفراد إجازة من المدارس والأعمال. |