جميع الأفراد متساوون في الكرامة ورسالة المحبة
منظمة "Caritas" التابعة للكنيسة الكاثوليكية أو منظمة "Diakonie" التابعة للكنيسة الإنجيلية هما اليوم من
منظمات الإغاثة الكبرى في النمسا لغوث المحتاجين. علاوة على ذلك تنخرط الكنائس المسيحية في العملية التعليمية وفي القطاع الصحي بالنمسا. فهي تمد يد العون لجميع الأفراد المحتاجين، وليس فقط المسيحيين. لأن جميع الأفراد متساوون في الكرامة.
أيضا في أوروبا المسيحية يظهر مرارا وتكرارا الاضطهاد والعنف المشحونان بدوافع دينية. إلا أن كل الكنائس في أوروبا اليوم تقر وتلتزم بإرثها الحقيقي: المسالمة بدلا من العنف، السماحة بدلا من الانتقام، الحرية بدلا من الإكراه.
تلك القيم، وخصوصا تلك التوليفة المكونة من الحرية الشخصية واحترام وصون كرامة جميع الأفراد، تصبغ الدولة والمجتمع بصبغتها. ولذلك فإن كل إنسان في النمسا حر في اختيار ديانته أو تغييرها - وتحترم الدولة حق جميع الأفراد في ممارسة شعائر دينهم بحرية وتربية أبنائهم طبقا لمبادئ دينهم. كل ذلك ساعد في خلق مناخ من الوداد والوئام بين الأديان.
ترى المسيحية قوانين الدولة ووصايا الكنيسة كقطاعين مستقلين. وفي الحياة العامة يُقدَّم قانون الدولة على الوصايا الدينية. ولذلك يُسمح في النمسا بأشكال تعايش متعددة حتى وإن كانت لا تتماشى مع القيم المسيحية.
الكرامة المتساوية لجميع الأفراد تعني أن يتلاقى الرجل والمرأة كشركاء على قدم المساواة. ولذلك ليس هناك زواج دون الموافقة التامة لكلا طرفي الزواج. وليس مسموحا للرجل استخدام العنف تجاه المرأة، ولا حتى تجاه زوجته. وغير مسموح كذلك باستخدام العنف تجاه الأطفال. وتتمتع النساء بنفس حقوق الرجال في كل شيء، بدءا من التعليم والتأهيل ووصولا إلى اختيار المهنة والمشاركة في الحياة السياسية.
الشواهد الحجرية العريقة للمسيحية منذعدة مئات من السنين حينما بزغت المسيحية قبل 2000 سنة، كان المسيحيون يتقابلون في بيوتهم. وعلى مر القرون انبثق من ذلك أماكن خاصة للالتقاء والتجمع، ألا وهي مباني الكنائس. وهي أماكن متباينة كل التباين: فمنها الكبير والصغير،الفخيم والبسيط، العتيق والحديث. |
|
الصليب يخبر بأن الموت ليس هو نهاية المطاف على قمم العديد من أبراح الكنائس، وعلى قمم الجبال، وفي العديد من الأماكن العامة يتواجد الصليب في أرجاء النمسا. ويعتبر الصليب الرمز الأهم للمسيحيين حيث يرتدي الكثيرون سلسلة بصليب كقطعة حلي تزين أعناقهم أو يعلقون الصليب على جدران منازلهم. |
|
الكنيسة من الداخل مكان للاحتفال والشكر والتضرع الكنائس مفتوحة لجميع الناس، حتى وإن لم تكن هناك صلاة تُؤدى في حينه. ويوجد عند كل مدخل صحن به ماء للمسيحيين المؤمنين والذين يلمسونه بأناملهم عند الدخول ويؤدون علامة الصليب على سبيل تذكرتهم بالتعميد، بداية كيانهم المسيحي. |
|
الإنجيل يروي تجارب الناس مع الرب تناقل الناس تجاربهم مع الرب على مدار القرون وقاموا بتدوينها. ويعتبر الإنجيل، الكتاب المقدس للمسيحيين، مجموعة من النصوص المختلفة. يروي الجزء الأول (العهد القديم) عن التجربة العقائدية للشعب اليهودي قبل زمن يسوع المسيح. وفي الجزء الثاني (العهد الجديد) يروي أربعة مؤلفون عن حياة يسوع. وتُسمى هذه النصوص أناجيل، بالألمانية "Frohe Botschaft" (البشرى) وبعد ذلك تواجدت نصوص أخرى في فجر المسيحية. |
|
كيف تصبغ المسيحية حياة الأفراد بصبغتها يعتبر المسيحيون أعضاء تابعين للكنيسة بناء على تعميدهم. عند التعميد – غالبا في سن الرضاعة – يتم غمر المتعمد بالماء. ويرمز ذلك إلى أنه يبدأ حياة جديدة بفعل الرب. المسيحيون، الذين خضعوا للتعميد بالفعل وهم أطفال، يدخلون فيما بعد في الحياة المسيحية عبر الآباء والأصدقاء المسيحيين وعبر المجتمع الكنسي والتربية الدينية. |
|
كيف تصبغ المسيحية دور ة العام بصبغتها لأعياد المسيحية تصبغ طابع الثقافة النمساوية منذ قرون. فالكثير من الأعياد تترسخ جذورها في أعماق التقاليد النمساوية، بحيث يحتفل بها بعض الأفراد دون أن يتذكروا ارتباطاتها المرجعية بالدين. وهناك الكثير من الأعياد المسيحية تكون أيضا عطلات رسمية في النمسا، حيث يأخذ فيها جميع الأفراد إجازة من المدارس والأعمال. |