الإنجيل يروي تجارب الناس مع الرب
المسيحية ليست ديانة بكتاب، لكنها تتمركز حول العلاقة الشخصية مع الرب. عند فهم الوصايا الواردة في الإنجيل تتجلى بكل وضوح القدوة التي قدمها يسوع المسيح من خلال حياته.
وينبغي على المؤمنين المسيحيين أن يتمسكوا بحبل المودة مع الرب الذي يرغب في منحهم حياة سعيدة. للتعرف على الرب من المهم خوض جدال شخصي مع ذاته وأفعاله. الرب لا يريد إخضاع الإنسان، بل يريد الارتباط الوثيق به. يقرأ المؤمنون المسيحيون بعض النصوص من الكتاب المقدس أو يسمعونها أثناء الصلوات.
لفهم الرسالة الأساسية ولتوارث التقاليد الحياتية من جيل إلى آخر، كلَّف يسوع من الناصرة لهذا الغرض وفقا للإنجيل اثنا عشر رجال، يسمون بالرسل. وعلى مر القرون انبثق من ذلك وظيفة الأساقفة. والأسقف الأهم هو البابا، أسقف روما. ويحرص هو وجميع الأساقفة على أن تظل الكنيسة الكاثوليكية على الطريق الصحيح. يترأس الأسقف في المعتاد أسقفية، وهذه هي كنيسة المؤمنين المسيحيين على نطاق أكبر نسبيا. وهو بالنسبة لهم المعلم الأعظم وشارح الكتاب المقدس. تنقسم الأسقفية إلى أبرشيات. ويوجد في النمسا عشر أسقفيات كاثوليكية. كما يوجد أيضا في النمسا أساقفة تابعة للمذهب الأرثوذكسي والإنجيلي والكاثوليكي القديم.
وبصفة إجمالية يعيش في النمسا 5,8 مليون تابع للكنائس المسيحية. وبذلك تكون المسيحية هي الديانة الأكبر في النمسا، ويدين بها أيضا غالبية السكان بنسبة 67 في المائة. ويعتنق الجزء الأكبر من المسيحيين، حوالي 89 في المائة، المذهب الكاثوليكي الروماني.
الشواهد الحجرية العريقة للمسيحية منذعدة مئات من السنين حينما بزغت المسيحية قبل 2000 سنة، كان المسيحيون يتقابلون في بيوتهم. وعلى مر القرون انبثق من ذلك أماكن خاصة للالتقاء والتجمع، ألا وهي مباني الكنائس. وهي أماكن متباينة كل التباين: فمنها الكبير والصغير،الفخيم والبسيط، العتيق والحديث. |
|
الصليب يخبر بأن الموت ليس هو نهاية المطاف على قمم العديد من أبراح الكنائس، وعلى قمم الجبال، وفي العديد من الأماكن العامة يتواجد الصليب في أرجاء النمسا. ويعتبر الصليب الرمز الأهم للمسيحيين حيث يرتدي الكثيرون سلسلة بصليب كقطعة حلي تزين أعناقهم أو يعلقون الصليب على جدران منازلهم. |
|
الكنيسة من الداخل مكان للاحتفال والشكر والتضرع الكنائس مفتوحة لجميع الناس، حتى وإن لم تكن هناك صلاة تُؤدى في حينه. ويوجد عند كل مدخل صحن به ماء للمسيحيين المؤمنين والذين يلمسونه بأناملهم عند الدخول ويؤدون علامة الصليب على سبيل تذكرتهم بالتعميد، بداية كيانهم المسيحي. |
|
كيف تصبغ المسيحية حياة الأفراد بصبغتها يعتبر المسيحيون أعضاء تابعين للكنيسة بناء على تعميدهم. عند التعميد – غالبا في سن الرضاعة – يتم غمر المتعمد بالماء. ويرمز ذلك إلى أنه يبدأ حياة جديدة بفعل الرب. المسيحيون، الذين خضعوا للتعميد بالفعل وهم أطفال، يدخلون فيما بعد في الحياة المسيحية عبر الآباء والأصدقاء المسيحيين وعبر المجتمع الكنسي والتربية الدينية. |
|
جميع الأفراد متساوون في الكرامة ورسالة المحبة تتمثل القيم الأساسية المحورية للمسيحية في محبة الرب ومحبة الغير. وفي هذا الصدد بيَّنَ المسيح أن "الغير"، الذي يجب على المرء أن يحبه، يمكن أن يكون كل إنسان - أيضا أي إنسان ينتمي إلى عائلات أخرى أو بلدان أخرى أو ثقافات أخرى أو ديانات أخرى. وحتى أعدائه ينبغي على المسيحي أن يحبهم ويصلي من أجلهم. يتضامن يسوع المسيح بوجه خاص مع كل الأفراد الذين يحتاجون إلى المساعدة. ويفرض ذلك على المسيحيين تبني نهج محبة الغير بشكل عملي، لا سيما تجاه الفقراء. |
|
كيف تصبغ المسيحية دور ة العام بصبغتها لأعياد المسيحية تصبغ طابع الثقافة النمساوية منذ قرون. فالكثير من الأعياد تترسخ جذورها في أعماق التقاليد النمساوية، بحيث يحتفل بها بعض الأفراد دون أن يتذكروا ارتباطاتها المرجعية بالدين. وهناك الكثير من الأعياد المسيحية تكون أيضا عطلات رسمية في النمسا، حيث يأخذ فيها جميع الأفراد إجازة من المدارس والأعمال. |